مريم مساعد نائب المدير
عدد الرسائل : 28 العمر : 43 كيف عرفت المنتدى : lkl; تاريخ التسجيل : 01/01/2009
الورقة الشخصية ميدو: العاب: ا2
| موضوع: نــــــــــــهايةُ التــــــــــــــــــــــــَّــارِيخِ الإثنين 13 أبريل 2009, 1:16 pm | |
| لفضيلة الشَّيخ / سلمان بن فَهد العَودة حفظه الله إنَّ الحمدَ لله نحمدُه و نستعينُه و نستغفرُه و نتوبُ إليه ، و نعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا و من سيئاتِ أعمالِنا ، من يهدِهِ اللهُ فلا مضلَّ له ، و من يضلل فلا هاديَ له ، و أشهدُ ألاَّ إله إلا الله وحده لا شريكَ له ، و أشهدُ أنَّ محمداً عبدُه و رسولُه ، صلى الله عليه و على آلهِ و أصحابهِ و أتباعهِ بإحسانٍ إلى يوم الدين و سلَّمَ تسليماً كثيراً .. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }. { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا 70 يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا 71 }. أمَّا بعد ، فسلامُ الله تعالى عليكم و رحمتُه و بركاتُه أجمعين .. هذه الَّليلة ، هي ليلةُ الاثنينِ السَّادسِ من شهرِ ربيعِ الأوَّلِ مِن سنة 1414 هـ من هجرةِ المُصطفى عليه الصَّلاة و السَّلام . و هذا الدرسُ هو السَّادسُ و التِّسعونَ من سلسلةِ الدروسِ العلميَّةِ العامَّةِ و عنوانُهُ ( نهايَةُ التَّاريخ ) | |
|
مريم مساعد نائب المدير
عدد الرسائل : 28 العمر : 43 كيف عرفت المنتدى : lkl; تاريخ التسجيل : 01/01/2009
الورقة الشخصية ميدو: العاب: ا2
| موضوع: رد: نــــــــــــهايةُ التــــــــــــــــــــــــَّــارِيخِ الإثنين 13 أبريل 2009, 1:18 pm | |
| نعم ! نهايةُ التَّاريخ ! وهذا العنوانُ مستعارٌ من كتابٍ أحدث ضجةً كبيرة ، طُبِع في أمريكا و وُزِّعَ في أنحاء العالم و تُرجِمَ إلى اللغاتِ الحيَّة بما في ذلك الُّلغة العربيَّة. مؤلِّفُ الكتابِ رجلٌ يابانيُّ الأصل أميركيُّ الجنسيةِ و المولِد ، اسمُهُ فرانسيس فوكوياما ، أما المترجِمُ العربيُّ فهو د. حسين الشَّيخ ، و قد طُبِعَت الترجمةُ العربيةُ للكتاب في دار العلومِ العربيَّةِ في بيروت ، في قُرابةِ ثلاثمائةِ صفحَة . و قد أُتيحَ لي أن أقرأَ مجموعةً من التَّحاليل و التَّقاريرِ و الدِّراساتِ حولَ هذا الكتاب ، ثم أن أطَّلِعَ عليه بترجمته العربيَّة . فكرةُ هذا الكتاب ( نهاية التاريخ ) فكرةٌ بسيطةٌ إلى حد السذاجة كما يقول أحدُ المحلِّلين ، و هي تعتمدُ على أنَّ المؤلفَ يقول وهو يحتفل بسقوط الشيوعية وانهزامها ودفنها : إنَّ الديموقراطيةَ الغربيةَ قد انتصرَتْ ، و انتصرَتْ معها أمريكا و الغرب ، ولم يعد أمامَ العالَم ما ينتظرونه من جديد ، لقد حدث الجديدُ فعلاً ، و هو انهيار الماركسية وتفكك الاتحاد السوفييتي و انتشار الديموقراطيِّ الليبراليِّ الحرِّ في العالَم ، بما في ذلك الدول الشرقيَّة التي كانت تابعةً للمنظومة الشيوعية ، ولهذا فقد أُغلقَ بابُ التاريخ فلا جديدَ بعدَ اليومِ إلاَّ في حدودِ بعض الإصلاحاتِ و التغييراتِ الطَّفيفةِ هنا أو هُناك . | |
|
مريم مساعد نائب المدير
عدد الرسائل : 28 العمر : 43 كيف عرفت المنتدى : lkl; تاريخ التسجيل : 01/01/2009
الورقة الشخصية ميدو: العاب: ا2
| موضوع: رد: نــــــــــــهايةُ التــــــــــــــــــــــــَّــارِيخِ الإثنين 13 أبريل 2009, 1:20 pm | |
| هذه فكرة الكتاب ! يقول المؤلف : " ليس هناك آديولوجية أو عقيدة يمكن أن تحلَّ محلَّ التحدِّي الديموقراطيِّ الغربيِّ الذي يفرض نفسَهُ على الناس ، لا المَلَكية ،ولا الفاشيَّة ولا الشيوعيَّة ولا غيرِها . حتى أولئك الذين لم يؤمنوا بالديموقراطيَّة و لم يتبنوها كمنهاجٍ لحُكمِهِم أو حياتِهِم أو عملِهِم ، سوف يَضطرُّون إلى التحدُّث بلغةٍ ديموقراطيَّةٍ ، ومجاملة التيار من أجل تبريرِ الانحراف و الدكتاتوريَّة و التسلُّطِ الذي يمارسونه " . أمَّا الإسلام ، فإنَّ المؤلِّفَ يتحدَّث عنه بلغةٍ مختلفةٍ بعضَ الشيء ، فهو يقول : " يمكن أن نستثني الإسلامَ من هذا الحكمِ العامِّ وهذا الكلام ، فهو دينٌ متجانس ، دينٌ منتظم ، و هو قد هزم الديموقراطيةَ في أجزاءٍ كثيرةٍ من العالم الإسلاميِّ ، و شهدَتْ نهايةَ الحرب الباردة بين الغرب و الشرق تحديَّاً سافراً للغربِ على يَدِ العراق". فهو إذن يعتبرُ التحدِّي العراقيِّ يتضمَّنُ تحديَّاً إسلاميَّاً باعتبار الموروثاتِ الإسلاميةِ في منطقةِ الشرقِ الأوسط . هذا الدين الإسلاميُّ – يقولُ المؤلف – : " على | |
|
مريم مساعد نائب المدير
عدد الرسائل : 28 العمر : 43 كيف عرفت المنتدى : lkl; تاريخ التسجيل : 01/01/2009
الورقة الشخصية ميدو: العاب: ا2
| موضوع: رد: نــــــــــــهايةُ التــــــــــــــــــــــــَّــارِيخِ الإثنين 13 أبريل 2009, 1:22 pm | |
| هذا الدين الإسلاميُّ – يقولُ المؤلف – : " على رغم جاذبيتِهِ العالميةِ و قوتِهِ إلا أنه ليس له جاذبيةٌ خارجَ المناطقِ ذاتِ الثقافة الإسلامية ، فالشباب مثلاً في برلين أو طوكيو أو موسكو أو واشنطن لا يجذبهم الإسلام ، و إن كان يؤمن به أعدادٌ من الذين يعانون ظروفاً صعبةً أو من السَّاخطين على الأوضاعِ العامَّةِ هنا أو هناك ". إذن يقول : " أصبح من الممكن أن نخترقَ العالَمَ الإسلاميَّ بالأفكارِ التحرريةِ الغربيةِ ، و أن نكسبَ أنصاراً داخل المسلمين مِمَّن يؤيدون الليبراليَّةَ الغربيَّةَ أو العلمنةَ الغربيَّة " . هذا التوقُّعُ الذي طرحَهُ المؤلِّفُ في كتابه ( نهايةُ التاريخ ) هو مجرَّدُ حلمٌ لذيذ ، أو توقُّعٌ محتمَلٌ على أحسنِ الأحوالِ في ظنِّه ! أما الآخرون فيقولون خلافَ ذلك ، فإنَّ هذا الكلام الذي قاله، قاله من قبله هتلر حينما تحدَّثَ عن الرايخ الثَّالثِ الَّذي سيعيشُ ألفَ عامٍ على حدِّ زعمه ! ولكن هذا التوقُّع اصطدم بالواقعِ المخالفِ تماماً لما يقول . ومثل ذلك الماركسيَّة التي كانت تتحدث عن انتصار اليوتوبيا و قيامِ جنَّةٍ دنيويةٍ و فردوسٍ ينتظم العالَمَ كلَّه تحت ظل الشيوعية ، فإذا بالشيوعية لا تعيشُ أكثرَ من سبعين سنةٍ و هي عمرُ إنسانٍ عاديّ ليست عمرَ دولةٍ أو أمَّةٍ أو معتقَد ، ثم في ظلِّ السنوات القصيرة يعيش العالَم الشرقيُّ تحت الشيوعية حياة بئيسةً كئيبةً . و مثل ذلك نبوءة شفلنجر عن انهيارِ الغَرب . إذن هي مجرد ظنونٍ أو أوهامٍ أو أحلامٍ لذيذةٍ مخدِّرةٍ يتوقعها هؤلاء الكاتبون . | |
|
مريم مساعد نائب المدير
عدد الرسائل : 28 العمر : 43 كيف عرفت المنتدى : lkl; تاريخ التسجيل : 01/01/2009
الورقة الشخصية ميدو: العاب: ا2
| موضوع: رد: نــــــــــــهايةُ التــــــــــــــــــــــــَّــارِيخِ الإثنين 13 أبريل 2009, 1:23 pm | |
| و كما ذكرتُ ، فقد أشار وأثار هذا الكتابُ زوبعةً كبيرةً ، وكتبَتْ عنه مئاتُ الصُّحُفِ في أمريكا وبريطانيا وفرنسا ، وكتب عنه كاتبون كثيرون ، بعضهم قسس و بعضهم مفكِّرون اجتماعيُّون أو سياسيُّون انتقدوا هذا الطرح الأمريكي المتطرِّف واعتبروا أن الكاتبَ بسيطٌ إلى حد السَّذاجةِ و أنَّ ما قاله لا يعدو أن يكون احتفالاً بسقوطِ الشيوعيَّة و لا يملك مقوِّمات النظريَّة العلميَّة الصحيحة . سؤال : ماذا يعني سقوطُ الحضارةِ الغربيَّةِ ؟ أو الحضارةِ الأمريكيَّةِ على وَجهِ الخصُوصِ ؟ ماذا يعني تحديداً ؟؟ البعض يتصورون مثلاً أنَّنا حين نتحدثُ عن سقوطِ الغربِ أو أمريكا أو الحضارةِ الغربيِّة ، يعنون معنىً عامَّاً شاملاً يترتَّبُ عليه تدميرُ جميعِ المنجَزَاتِ الحضاريَّةِ ، وعودةَ الإنسانِ كما يقولونَ إلى العصورِ البدائيَّةِ بعيداً عن كلِّ ما تمتَّع به في هذا العصر ! هناك مثلاً طرحٌ .. عبارةٌ عن فيلم اسمُهُ ( مقاتلٌ على الطريق ) لجورج ميلر ، هذا الروائيُّ يتنبَّأ بهذه النهايةِ المرعبَةِ للعالَمِ الغرْبِيّ ، والبؤسِ الذي سوف يلفُّ العالَمَ هناك ، ويقضي على كلِّ المنجزاتِ الحضاريَّةِ التي يتمتَّع بها الناسُ اليومَ سواءً من الاتصالاتِ المختلفةِ أو المتعةِ أو الرفاهيةِ أو النَّقلِ أو الكهرباءِ أو غيرِ ذلك . وهكذا رواياتُ الخيالِ العلميَّ كما يسمونها ، التي تصوِّرُ تدميرَ الحضارةِ التكنولوجيَّة الحديثة والعودةَ المفاجئةَ للعصورِ البدائيَّة . | |
|
مريم مساعد نائب المدير
عدد الرسائل : 28 العمر : 43 كيف عرفت المنتدى : lkl; تاريخ التسجيل : 01/01/2009
الورقة الشخصية ميدو: العاب: ا2
| موضوع: رد: نــــــــــــهايةُ التــــــــــــــــــــــــَّــارِيخِ الإثنين 13 أبريل 2009, 1:26 pm | |
| ولذلك فإن البعضَ يُبدون انزعاجاً من الحديثِ عن سقوطِ الغرب ، لأنهم يظنون أنَّ سقوطَ الغربِ سوف يترتَّبُ عليه زوالُ هذه الفُرَصِ و الامكانياتِ التي يتمتَّعون بها ، حتى إني قرأت لكاتبٍ إسلاميٍّ في جريدةِ ( الحياةِ ) يقول : " ينبغي ألاَّ نطرحَ هذا الأمرَ بتفاؤلٍ ، لأنَّ هذه الأشياءَ مصلحةٌ مشتركَةٌ بين الأمم كلِّها ". و هذا في الواقع ليس مقصوداً لنا حينما نتحدثُ عن سقوطِ الغرب أو سقوطِ أمريكا ، و إن كان هذا مطروحاً لدى بعض الغربيين ، فهناك جماعاتٌ من العلماءِ المتخصِّصين يتوقعون أحوالَ سيئةً سوف تكون إليها البشريةُ حتى و إن كان هناك نظرةٌ متفائلةٌ ومثاليُّةٌ للمستقبل قبل عشراتِ السنوات ، كانت هي السائدة . حينذاك كتَبَ فيلسوفٌ ألمانيّ اسمُهُ سبيكر ، كتاباً عن تدهورِ الحضارةِ الغربيَّةِ و توقَّعَ مستقبلاً مظلِماً للغرب و للعالَمِ كلِّه من وراء الغرب . ثم جاء العالِمُ الانجليزي جورج اروين و كتب كتاباً اسمُهُ ( العالَم عام 84 ) ، وكان كاتباً | |
|